البيئة والتغير المناخي

الإدارة البيئية

بصفتنا جزءًا من قطاع النقل والخدمات اللوجستية، ندرك أن أكبر تأثير لنا على مواردنا الطبيعية يتمثل في انبعاثاتنا، بالإضافة إلى استخدامنا للتغليف والمواد. تمثل هذه المجالات محاور تركيز رئيسية في مواجهتنا للمخاطر المناخية المتزايدة. وللتغلب على هذه التحديات، فإن خفض الانبعاثات الكربونية يقع في صميم استراتيجيتنا للاستدامة. يعتمد نهجنا على تقييم شامل للمدخلات والمخرجات لفهم بصمتنا البيئية وتخفيفها وطأتها بشكل أفضل. علاوةً على ذلك فإننا ملتزمون بتقليل استهلاك الوقود والانبعاثات من خلال تعزيز الكفاءة التشغيلية وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة. كما نعمل باستمرار على تحسين ممارساتنا في استخدام المواد والتغليف للحد من النفايات، عبر تطبيق استراتيجية فعالة للحد منها وإعادة الاستخدام وإعادة التدوير. يؤدي موظفونا وشركاؤنا التجاريون دورًا محوريًا في هذه الاستراتيجية، ولذلك نعمل جاهدين على رفع مستوى الوعي وتوفير التدريب المتخصص والتقييم الدقيق لموردينا لضمان أن تكون الاستدامة والتأثير البيئي جزءًا لا يتجزأ من كل مرحلةٍ في سلسلة القيمة لدينا.

استنادًا إلى المعايير المختلفة ومبادرة الأهداف القائمة على العلم (SBTi)، تركز جهودنا على التوافق مع أهداف خفض الانبعاثات بما يتماشى مع ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية لانبعاثات النطاقين 1 و2، و2 درجة مئوية لانبعاثات النطاق 3. نظرًا لتعقيدات قطاعنا، ونموذج أعمالنا القائم على تخفيف الأصول وانتشارنا العالمي، فقد راجعنا استراتيجيتنا في عام 2024 لضمان تحديثها وملاءمتها للغرض المنشود في السنوات القادمة. يشكل هذا جزءًا لا يتجزأ من أهدافنا وخطط عملنا لإزالة الكربون لتحقيق تطلعاتنا للاستدامة على المدى الطويل. إدراكًا منا لتعقيدات المخاطر ذات الصلة بالمناخ، ولا سيما التحولات التنظيمية والتأثيرات المادية، فإننا نتعاون بنشاط مع الأطراف المعنية لتحديد كل من التحديات والفرص.

لتحقيق أهدافنا في مجال الاستدامة وتقليل أثرنا الكربوني باستمرار، نتبع نهجًا شاملاً قائماً على البيانات لقياس وإدارة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري (GHG) في جميع عملياتنا. نلتزم ببروتوكول غازات الاحتباس الحراري الصادر عن المجلس العالمي للأعمال من أجل التنمية المستدامة (WBCSD) ومعهد الموارد العالمية (WRI) ونعتمد منهجية التحكم التشغيلي التي تشمل الانبعاثات من المواقع التي تخضع لسيطرتنا المباشرة، مع استبعاد انبعاثات أصحاب الامتياز والوكلاء. لضمان دقة حسابات انبعاثات النطاق 2، نستخدم الأدوات المتاحة من وكالة الطاقة الدولية (IEA). كما نُخضع بياناتنا ومنهجياتنا لتدقيق خارجي لضمان أعلى مستويات الشفافية. نستخدم كذلك عوامل الانبعاثات الصادرة عن وزارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية البريطانية (DEFRA) لحساب انبعاثات النطاقين 1 و3.

نظرًا لطبيعة نموذج أعمالنا القائم على تخفيف الأصول، تُضمّن أرامكس انبعاثات النقل الناتجة عن أطراف ثالثة، كشركات الطيران وخطوط الشحن البحري وشركات تأجير المركبات، ضمن حسابات انبعاثات النطاق 3 للشحن الجوي والبحري والبري. وفي أسواق مثل الهند يتولى متعاقدون محليون من الباطن مسؤولية عمليات التوصيل السريع، بينما يتم تتبع استهلاك الوقود للمركبات التي نمتلكها أو نستأجرها. علاوةً على ذلك فإننا نتعاون مع شركائنا في مجال النقل لتحسين دقة بيانات الانبعاثات واكتساب فهم أعمق لتأثيرنا على البيئة.

إضافةً إلى اعتماد ممارسات قياس دقيقة وموثوقة، نُركّز على توفير بيانات شفافة وتقديم حلول لوجستية أكثر استدامة عبر تزويد العملاء ببيانات انبعاثات مُفصّلة تُناسب احتياجاتهم الفردية، سواءً من حيث نوع الشحنة أو وسيلة النقل أو مسارها. تستند هذه الجهود إلى مبادئ أساسية لإدارة التأثير البيئي، مما يُتيح لنا تطبيق استراتيجيات مُوجّهة تُحقق تقدماً ملموساً نحو أهدافنا في مجال الاستدامة.

تتضمن بعض مبادراتنا الاستراتيجية الأساسية ما يلي:

• الطاقة المتجددة – أنظمة الطاقة الشمسية

• تعد استثمارات الطاقة المتجددة أساسًا للحد من انبعاثات الكربون الناتجة عن عملياتنا المباشرة. ففي الوقت الراهن، لا تعمل الاستثمارات في الإمارات العربية المتحدة والأردن ومصر وأيرلندا على تقليل اعتمادنا على الوقود الأحفوري فحسب، بل تسمح لنا أيضًا بإحراز تقدم نحو أهدافنا في نزع الكربون.

• نحو أسطول مستدام

تستند استراتيجيتنا إلى تحويل أسطول مركباتنا إلى نماذج صديقة للبيئة منخفضة الانبعاثات، وتشمل ذلك دمج المركبات الكهربائية واستخدام الوقود المستدام حيثما أمكن ذلك عملياً. من خلال كهربة أسطولنا وتحسين كفاءة استهلاك الوقود، لا نكتفي بتقليل أثرنا البيئي، بل نرتقي أيضاً بكفاءة عملياتنا التشغيلية، مما يُرسّخ مكانتنا كشركة رائدة في مجال اللوجستيات المستدامة، ويُمهّد الطريق نحو مستقبل أكثر استدامة.

• كفاءة الطاقة

سعيًا لتحقيق وفورات ملموسة في استهلاك الطاقة، اعتمدنا نهجًا شاملاً يُحسّن استخدام الموارد الطبيعية في جميع جوانب عملياتنا. ولا يقتصر التزامنا على مجرد الخفض، بل نطمح إلى وضع معايير جديدة في مجال الاستدامة على مستوى القطاع من خلال الحصول على شهادتي الأيزو 14001 (ISO 14001) وليد (LEED). لن تُؤكّد هاتان الشهادتان صحة جهودنا فحسب، بل ستُعزّزان أيضًا التزامنا بالإدارة المسؤولة للموارد وكذلك الإدارة البيئية.

• تحسين الكفاءة التشغيلية وطرق النقل

باستخدام أحدث التقنيات لتيسير العمليات وتحسين طرق النقل، نتمكن من تقليل استهلاك الوقود وخفض فترات التوقف وتقليل إجمالي الانبعاثات، مما يساهم في تعزيز الممارسات المستدامة في سلسلة التوريد وتحقيق لوجستيات صديقة للبيئة، مع تحسين موثوقية الخدمة والأداء التشغيلي.

المخاطر المناخية

نعي تمامًا مسؤوليتنا في أرامكس تجاه جميع الأطراف المعنية وأهمية إجراء تقييم شامل للتهديدات المحتملة التي يُمكن أن يُشكّلها تغير المناخ على أعمالنا وعملياتنا وعملائنا. وخلال عام ٢٠٢٢، اتخذنا خطوات مهمة لتقييم المخاطر المناخية وقدرتنا على التكيف معها، بما يتماشى مع المعايير العالمية المتطورة مثل معايير التقارير المالية الدولية (IFRS). كما عينّا استشاري مستقل من طرف خارجي لإجراء دراسة شاملة لتقييم المخاطر المناخية ووضع معايير مرجعية. صُمم هذا التقييم لتحديد مدى تعرضنا لمختلف المخاطر المناخية وتقييم أدائنا مقارنةً بأفضل الممارسات العالمية في هذا المجال.

يتكامل إطار عملنا لإدارة مخاطر المناخ بشكل وثيق مع نظام إدارة المخاطر المؤسسية (ERM) المعتمد في أرامكس، ويتماشى مع أفضل الممارسات والمعايير الدولية، مثل أُطر عمل مخاطر المناخ الصادرة عن معهد جامعة كامبريدج لقيادة الاستدامة. يستند إطار عملنا المُصمم خصيصًا لإدارة مخاطر المناخ إلى المبادئ الأربعة الأساسية التي وضعها فريق العمل المعني بالإفصاحات المالية ذات الصلة بالمناخ (TCFD)، كما يلتزم بالمتطلبات العامة للإفصاح عن المعلومات المالية ذات الصلة بالاستدامة وفقًا للمعيار الدولي لإعداد التقارير المالية (IFRS S1) ومتطلبات الإفصاح المتعلقة بالمناخ وفقًا للمعيار الدولي لإعداد التقارير المالية (IFRS S2). حيث يوفر هذا الإطار منهجية مُنظمة لتحديد المخاطر المناخية، وتقييم السيناريوهات المناخية المُحتملة، وتقدير تأثير هذه المخاطر على الأعمال، بالإضافة إلى وضع خطط عمل مُناسبة، وتطوير أدوات فعّالة للرصد والمتابعة.

تعريف مخاطر المناخ

تنقسم مخاطر المناخ التي يتعين معالجتها إلى مجموعتين: مخاطر انتقالية ومخاطر مادية.

المخاطر الانتقالية هي تلك المرتبطة بوتيرة ونطاق استجابة المؤسسة للتغيرات الداخلية والخارجية بهدف خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة. تشمل هذه الفئة جوانب تتعلق بالتغييرات القانونية والتنظيمية، وتوفر التقنيات التي تؤثر في المؤسسة، والاضطرابات الاقتصادية، وظهور نماذج أعمال جديدة، بالإضافة إلى المواضيع التي قد تؤثر على سمعة الشركة.

بينما تشمل المخاطر المادية المخاطر شديدة الخطورة والدائمة الناجمة عن التغيرات في البيئة والنظم البيئية، مثل الظواهر الجوية القاسية والتلوث واستنفاد الموارد وغيرها.

ونظرًا للاختلاف في خصائص هاتين الفئتين، يتبنى إطار عمل إدارة المخاطر المناخية أساليب مختلفة بعض الشيء لضمان أعلى مستويات الفعالية والموثوقية في جميع مراحل هذه العملية.

وضع السيناريوهات والتخطيط لها

لقد أجرينا تقييمًا لمخاطر المناخ مع الأخذ في الاعتبار ثلاثة سيناريوهات مناخية مختلفة:

1. سيناريو غياب السياسات وأسوأ الاحتمالات:

يمثل هذا السيناريو الأكثر تطرفًا حيث لا تُطبق تطبيق أي سياسات للحد من الانبعاثات أو مواجهة تغير المناخ، ما يؤدي إلى ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالمية بنحو 4 درجات مئوية بحلول عام 2100.

2. استمرار الوضع على ما هو عليه:

يفترض هذا السيناريو المتوسط أن الحكومات ستواصل العمل بالوتيرة الحالية في تنفيذ السياسات والالتزامات ذات الصلة بمواجهة تغير المناخ، ما يعني زيادة في درجة الحرارة تتراوح بين 2 و3 درجات مئوية حتى عام 2100.

3. سيناريو 1.5-2 درجة مئوية أو سيناريو اتفاق باريس:

يُعتبر هذا السيناريو الأكثر طموحًا، حيث لا يتجاوز الارتفاع في متوسط درجة الحرارة العالمية 1.5-2 درجة مئوية بحلول عام 2100، وذلك نتيجة لتعزيز كبير في السياسات والالتزامات التي تتبناها الدول في السنوات المقبلة.

يُقدم كل سيناريو مناخي منظورًا بديلاً ذا مصداقية حول الكيفية التي قد يتطور بها المستقبل من زاوية تغير المناخ. تُوفر هذه السيناريوهات نظرة شاملة حول التأثيرات المحتملة للمخاطر المستقبلية على استدامة الأعمال. ومن خلال دراسة كل سيناريو على حدة، نصبح قادرين على حماية استراتيجيتنا وإدارة المخاطر من التحديات المستقبلية.

المخاطر ذات الأولوية

تم ترتيب المخاطر ذات الأولوية لكل فئة بناءً على درجة المخاطر النهائية الموضحة أدناه. تُعتبر جميع المخاطر المذكورة في هذه الشريحة حرجة (الدرجة النهائية >= 10) باستثناء المخاطر المادية التي تُعتبر مهمة (الدرجة النهائية >= 9). تم وضع هذا الترتيب بناءً على المنهجية المذكورة أعلاه لتقييم المخاطر المناخية.

تُستخدم المعادلة التالية لحساب درجة المخاطر النهائية:

درجة المخاطر النهائية = الحد الأقصى (أهمية المخاطر بالنسبة للشركات المماثلة؛ أهمية المخاطر بالنسبة لأرامكس) + شدة المخاطر + احتمالية حدوثها

المخاطر ذات الأولوية

تُمثّل المخاطر السابقة المخاطر التي نوليها أعلى درجات الأولوية، إلا أنها لا تُعدّ قائمة حصرية بجميع المخاطر التي خضعت للتقييم. فقد شمل التقييم إجمالاً 30 نوعًا مختلفًا من المخاطر المناخية.

الحد من خطورة التأثير البيئي

نعمل في أرامكس بفاعلية على إدارة التأثيرات البيئية، بالإضافة إلى جهودنا لخفض الانبعاثات، وذلك بهدف تعزيز الاستدامة وتقليل البصمة البيئية لعملياتنا. نُركّز على إدارة استخدام المياه من خلال تقليل الاستهلاك وتطبيق تقنيات ترشيد استهلاك المياه، مثل إعادة تدوير المياه الرمادية والسوداء في دبي. كما نتبنى نهجًا استباقيًا في إدارة النفايات من خلال تحسين عمليات التعبئة والتغليف واستخدام أكياس قابلة للتحلل، وتقليل استهلاكنا للمواد، من خلال التحول الرقمي وتقليل الاعتماد على الورق على سبيل المثال، وتوسيع نطاق برامج إعادة التدوير في جميع مواقع عملنا. ومن خلال إعادة استخدام المواد وتقليل كميات النفايات المتولدة وتشجيع الممارسات الدائرية، فإننا لا نساهم فقط في حماية البيئة، بل نُحسّن أيضًا الكفاءة التشغيلية، مما يُحقق قيمة مضافة طويلة الأجل لأعمالنا ولجميع الأطراف المعنية.